- Détails
- Catégorie parente: Revue DAKIRA
بلقاسم عيساني
جامعة المدية
المسرح : مرحلةالتأسيسوتناصالترجمة
إذاقطعناأنالمسرحهوفنغربيبالأساس،حيثعرفكفنلغويحوارييقدمعلى خشبةيقابلهاجمهورمنذالعهدالإغريقي،والعهدالرومانيالذيتلاه،لكنمدالأدب الغربيالحديثهوالذياستجلبهإلينامنبابالتأثيروالتأثرالحضاري،بلإنأوليات المسرحتماستيحاءمواضيعهامنالموجودالنصيالغربي،حيثأخذتالمسرحيات الأولىفيلبنانموضوعاتمنالأدبالفرنسيوكذلكفيمصر،وحيعرفالانسان العربيأبجدياتهذاالفنواطلععلىإمكانياتالمواضيعالمحليةانبرىلتوصيفمشاكل الواقعوجعلهاأرضيةفنّيةكمواضيعالمسرح،ومافتئتأنتراكمتالتجربةالمسرحية فيالعالمالعربيوتوسّعت،غيرأنالكمالجماليالغربيوالتأليفالفنيالكثيفبقييفرض نفسهعلينادوما،فالسبقنبراسوفرلذاتهالقدوة،ولهذاحينمانرصدتطورالمسرح العربينجدهيمتحودونانقطاعمنالغربإلىاليومإنفيالشكلأوالمضمون،خاصة عبرالترجمة،وإذاكانتالترجمةتناصاباعتبارهانقللدلالاتمننصأولفيلغةما إلىنصثانفيلغةأخرىنستنتجالتقابلاتالناشئةعلىمبدأالتكافؤ l’equivalence ، فإلىأيمدىاغتنىفنالمسرحمنهذاالنقلفيالشكلوالمضمون؟ وإحصائيةبسيطةحولالبداياتتعطينالمحةعنحجمهذاالتأثر،فنجدنصوصمأخوذة منكورنيوراسينوفولتير،ومنالتراثالمسرحيالانجليزيبرناردشوفيقيصر وكيليوباترا،ولكنتربّععلىعرشالتأثيرشكسبيربالطبعحيثتُرجمتومثلتأغلب مسرحياتهمثل : روميووجولييتوالعاصفةومكبثوهملتوعطيلويوليوسقيصرعدة
مراتوبمسمياتمختلفة،فيمايمكنأننسميهاالتهيئةبتحويراتعلىمستوىالمضمون لتميلنحوتوصيفواقعمغايرللواقعالانجليزي،هنانفهمالحكمةمنتغييرالأسماء الانجليزيةبالأسماءالعربيةالممثلةلعدةطبقاتاجتماعية، فالأعمالالمسرحيةالتيحوّلتمنبيئةإلىأخرىلاتعدولاتحصى،فالعلاقةتسيميائية بينالمكتوبسابقوآخرحاليقديتحوّللسانمحليدارجأوفصيحبلغةأخرى،وبالطبع مسموع،والمسموعالذييعنيحضورالملفوظاللسانيفيالمشهدالمسرحيإضافةإلى المسموعالموسيقي،فسرديةاللغةالحواريةظهرتفيتواؤممتخيّرمعمشهديةمتلاحقة تتتبّعالحدثلتخاطبمتلقياأصبحنانسمّيهمتفرّجابعدأنكنانسميهقارئاأوسامعافقط، وشغوفابالتخييلفيجاريهحدالمستحيل،بليتعمّقهحيثيخلقواقعاموازياأسماهالواقع الافتراضي،أيالمسرحي،ونسميعمليةتحويلالأثرالقصصيمنلغةإلىأخرىفي 4المسرحبالتهيئةl’adaptation ،حيثقديتمالخروجعنالنصالمكتوبالأول والتصرّففيهعبرعمليةالإخراجتصرّفابعيداأوطفيفا،كماأنالإخراجيحتكرالرؤية حيثأنالممثليجسّدالشخصيةوبالتالييلغيأيتصوّرآخرلها،بينماالوصفاللغوي يتيحقدرةمالتصوّريتميّزبنوعمنالحريةيضيّقهاالإخراجإلىدرجةالتلاشي .. فإذا وصفتالمسرحيةالمكتوبةمنظراطبيعياقديتبدّىلقارئهاعدةأشكالصوريةللمنظر،أما المسرحيةالمجسدةأماممتفرّجهافإنهاتقترحنموذجاأوحداغيرقابلللزحزحةمستعمرا كلآفاقالإدراكلأنهيُرىبينماالنصاللغويتحيلالمفردةفيهعلىمدركاتعدة مستوحاةمنالنماذجالمنظورةلكلقارئ،وفيالبيئةالأجنبيةحسبمتطلباتذلكالواقع، ففيالمسرحالمخرجيفرضرؤيتهللأشياء،فإذاكانالتخييلكثيفافهوعلىالمستوى الكميأماالتخييلالكيفيفمستقرّهاللغة .
كماأنهناكنوعآخرمنالعلاقاتالتسيميائيةوهوالتأثيروالتأثربينعجمةالوسائلالفنّية المختلفةمثلالرسموالموسيقى،وهيآلياتفنّيةتباعدالملفوظاللغويولكنهاتمتحمن بعضهافيالتزودبالفكرةوتطويرها،فهناكمقاطعموسيقيةمستوحاة،ولهذاقديكون إخراجمسرحيةأجنيبةبطريقةلاتبقيأيةصلةمعالأصلإلىالحبكةالفنيةالمتمثلةفي تسلسلالأحداث .
المسرحوتوظيفالتاريخ : ) التناصالتاريخي (ونبدأبالتناصالتاريخيوكيفتماستثمارهفيالنصوصالمسرحية،فالتاريخأحداث منالماضي،لكنهاشكلتحاضرالإنسان،وهيمعطىثقافيإضافةإلىكونهامعطى زمنيلهأبعادشتى،لذلككانالنصالأدبيالمسرحيمستوعبافيإبداعيتهلهاوعاكسا لتجلّياتهاالمختلفة،منهناكانحضورالتاريخملفتافينصوصالمسرحانطلاقامن ذاكرةالشعوبالملمةبماجرىفيالماضيالبعيدوالقريب،محلياوفيمختلفأصقاع الدنيابحكمالمثاقفةالمستمرّةوالاطّلاعغيرالمحدود،لكنالتاريخأيضايتعرّضلعمل المخيّلةالشعريةعبرالتأويلوالتوظيفالإبداعيالذييتخيّرالحدثمنخلالذكرهأو ترميزهكتعبيرعنفكرةأوإشارةلمّاحةلمجملآفاقالوجود،فلميعدالتاريخميدانامستقلا
بذاته،بلأصبحقابلاللاختراقا لإبداعيكماأنالمسرحلميعدامتثالاللظواهرالغنائية انطلاقامنرصدموضوعي،كماأنالمسرحالأوبراتيالتاريخيليسنظمالتمجيد للبطولات... بلتكثيفالنسياناتالتاريخوإهمالاته،إضافةإلىاستعادةالحوارمعالتاريخ منحيثهولغة،وللمسرحيمعاللغةمنحيثهيوطنللكينونة،وبذلكيبنيخطابا مسرحياحولالخطاباتالتاريخيةويُصغيإلىماقيلفيهاليعيدتأويلهامنجديد،وهو بذلكلايجعلناندخلالتاريخ،وإنمايجعلهداخلافيذواتناوفيعصرنا 1 . التاريخالقديم
توظفبعضمنجزاتهالحضاريةفيقالبرمزيفيالغالبمنمنظورمقارنبينهوبين الحاضر،خاصةحينمايكتسبأحياناشبهحكممطلقبتمثيلالجماليةويصطبغبصبغة 5الأسطرةالرامزةوالمسرحيفيمحاولتهيحاولأنيشكّلأسطورةبطلهاالمكانمنخلال توظيفالمعطىالتاريخي،فبداياتالمسرحمتخمةباستثمارالتاريخفنجدمسرحيات مستمدةمنالتاريخالعربيالقديمتوظفشخصياتمعروفةمثل : المعتمدبنعبادوفاتحي الاندلسأبطالحربالبسوسوالسموءلرمزالوفاءوهارونالرشيدوالبرامكةلاستغلال الحدثالدراميالمأساويومهلهلبنربيعةوامرؤالقيسبنحجروصلاحالدين
الأيوبيلاستنهاضالروحالوطنيةوالقومية،أمامنالتاريخالعامفنجدكيليوباتراوقيصر الروموماسينيساويوغرطةوغيرهم،وكذلكألفليلةباعتبارهاأحداثتاريخيةفيبغداد العباسيينرغمتوفّرالبعدالأسطوري،وكذلكالشخصياتالدينيةمثليوسفوداود وسليمانعليهمالسلام،فهلنحنبصددتقنيةالقناعالذييمثّلخلقأسطورةتاريخيةلا تاريخاحقيقيا؟،فهومنهذهالناحيةتعبيرعنمحاولةلتخطّيالتاريخالحقيقيبخلقبديل له ) الأسطورة (،ولكنرقّةالحاجزبينالأصلوالقناعتجعلهماواحدافيالنص المسرحيعنطريقالتخييل،هيمحاولةلإغناءالدلالةالتناصيةعنطريقذكرأمكنة متواريةفيالتاريخذاتإيحاءاتجماليةأسطوريةومتناهيةفيتقمّصقيمالجمالوحسن التشييد،فالمسمّىالتاريخيهناليسإلاأداةلتكثيفالمعنىغيرالمباشروجلبمستلزمات إيحاءاته،إنّإنتاجالدلالة كماتتبدّىمنخلالالتأويل يرتبطبالرؤيةالإبداعيةمن منظورالحداثةالمنضويةفيه،فالمعلومةالتاريخيةيتمالتحوّلعنها كمعرفةفجّة إلى إرادةفنّيةذاتيةفيالتوصيفعبرها،لكنبنقلالصورةالصّراعيةإلىالحاضرلأن الصراعالحاليغيرقابلللتجسيدالافتراضيالواضحكمايُرادلهأنيكونفيذهن المتلقّي،فتتمالاستعانةبالتاريخالراسخةأحداثهفيالذاكرة.
وهكذايتجاوزالنصُالدلالةالقديمةويكسبهاحيويةالصّراعالذيتجرىرحاهفي الحاضر،فالتاريخهناليستكئةتوصيلبقدرماهوآليةتأسيسلتفرّدالنصبنفيهللملفوظ المستعانبه ) التاريخ ( وتحويلهعنمنطوقهالشخصيليساهممرغمافيإنتاجالدلالة التييريدهامنشئالنصالحالي،وهذههيالتفاعليةالتيتسمآلياتعملالتناص. فالإشارة التاريخيةتصويرلصراعحاضريخوضهالمسرحيفيوطنه،فيالزمنالحاليلا الماضي،يعبّرعنهباستعارةأحداثمنخلالهايكونالتعبيرأبلغوأكثرتجسيدالكونه يستعينبيقينيةالأحداثالتاريخيةورسوخها،وماترسّبعنهامنصورذهنيةتشكّلعقل المتلقيالذييسعىالمبدعدائمالإثارةتعاطفهالفنيمعهعبرتحريكمخياله،فالمسرح يتسعللمدىالزمنيمنخلالالمعنى،وفيجرابهتحتشدالمعاني كلأنواعالمعاني منالحبإلىالحربمنذالأزلمرسومةفيشذراتالأصداءتتناقلهااللغةعبرالأجيال، منهنانجدمسرحياتتدورأحداثهافيالمشرقالقديمأوالأندلس ) كماأسلفناالذكر ( أو غيرهامنالبقاعفياستعارةواضحةلبنىتاريخيةغرضهاالتعبيرعنالحاضرومشاكله__فيالمقامالأولفالتاريخلايحضربمنطقكرونولوجي،وإنمااللحظةالتعبيريةولسان الحالوسياقههمااللذانيستدعيانه .
المسرحوتوظيفالأسطورة : ) التناصالأسطوري (ذاتالهدفتستدعىإليهالأسطورةفيالمسرحمعاختلافاتتبعالطبيعتها، وللأسطورةعدّةتعاريفمفهوماوتوظيفا،وهيعلىالعموم " قصّةأوفابيولاأومأثور يحملبالطبعوالضرورةسماتالعصورالأولىالقديمةمفسّرةمعتقداتالناسإزاءالقوى العلياوالسماوية،آلهتهم،أبطالهم،خوارقهم،وكذامعتقداتهمالدينية " 2،وبنوعمنالتوسّع يمكنللأسطورةأنتعني" مجموعالمعتقداتوالأقاصيصوالخرافاتوالغيبياتوالحكايات
الشعبيةورموزالفرحوالرعبوالحبوالنماءوالخصبوالجفافوالموتوالخلودالتي تراكمتفيالنفسالإنسانيةمنذأنوُجدت،وبقيتلصيقةبها،فيوعيهاولاوعيها،لمدّها بالحيويةفيصراعهامعقوىالطبيعةمنأجلبقاءيستحقمنالإنسانعناءه " 3فالأسطورةهيالأحدوثة،جمعهاأساطيروهيالأحاديثالتيلاسندلهامنالحقيقة 4 .كماأنالأسطورة " تلعبدوراحاسمافيتشكيلالرؤيةالإنسانيةللواقع،حيثتُعد بانفتاحهاالدائمعلىعالمهأمينةفيالتقاطالأسرارالتيتختفيتحتسطحهالظاهر، ودؤوبةعلىتوسيعأبعادهومدارجهوتأصيلالوعيبه " 5،بلتشكّل " نوعاأدبيابذاته بوصفهاقصّةإنسانية،علىمافيهامنخلطبينالحقيقةوالخرافةوالرمزوالمجاز" 6 ولذلكفالأساطير " تتحدّثعنحقيقةغيرالحقيقةالتيتظهرهافيخطابهاالعقلاني،إنها تحكيعن " الأصل " أوعن " النهاية " كسببدائم " 7 ،فالأسطورةليستنشازاأولا معقولا،أوكلامافارغاأوخيالامحضالاوظيفةله،بلهيفينظرالبعضمثلمرسيا إيلياد " نمطتفكير"،وفينظرآخرينمثلمدريسلينهارت " نمطمعرفةوجدانية "، وهيبالنسبةإلىجورجدوميزيلانعكاسللعالمالاجتماعي 8 ،وهذاالذيجعلالدراسات النقديةالمعاصرةتهتمّبتوظيفالأسطورةفيمختلفالأنواعالأدبية.. نظرالمايحقّقه الفكرالأسطوريمنتقديممظاهرالوجودالمتنوّعةمنخلالوحدةالتصوّروالإدراك، والمزجبينالعقلوالوجدان،وبينالذاتوالموضوع 9 .
وقدلجأالمسرحالعربيعامّةوالجزائريخاصّةإلىتوظيفالأسطورةكضرورة روحيةوجماليةوتمثّلالرؤيةإبداعيةواسعةحيثتمكّنهمنتجاوزالبعدالمحلّيوضيق التجربةالفرديةإلىآفاقأوسعتوفّربعداكونيالمضامينهالحوارية،وتشكّلرابطامن روابطالاستمرارالحضاري،كماتمكّنالأسطورةُالمسرحمندمجالدراميبالميثولوجي فيتركيبةغنيّةتجعلالنصمعبّراعنالهمالبشريبكلزخمه، " ولعلّمنأبرزالصلات التيتقيمهاالأسطورةمعالكتابةالإبداعية،أوالتيتقيمهاالثانيةمعالأولى،هوأنّلكليهما 7جوهراواحداعلىمستويياللغةوالأداء،فعلىالمستوىالأوّليشتركالاثنانفيتشييد
لغةاستعاريةتومئولاتفصح،وتلهثوراءالحقيقةمندونأنتسعىإلىالإمساكبها، ويتجلّىالثانيمنخلالعودةالإبداعالدائمةإلىالمنابعالبكرللتجربةالإنسانيةومحاولة التعبيرعنالإنسانبوسائلعذراءلميمتهنهاالاستعمالاليومي " 10 لاتّسامهابقوّةالخيال، وحملهامقولاتكلّيةفيالفلسفةوالتاريخوالدينوالفن،وقابلةللتفسيرالمتجدّد،بلهي أكثرمنذلكإذ" تعكسانفعالاتالإنسانالبدائية،ومقدّماتهالعقليةالأوّليةمشكّلةبداية لعملفني،ثمتمّالتمايزالأعمق،والتخصّصالأوضح،فاتّخذتالصورةالأولىأشكالا انتهتمتدرّجةإلىعملأدبيمتطوّر،هونتاجللأسطورةسواءأكانتراجيدياأمملحمة، ممايؤكّدأنالأسطورةهيالشكلالأوّلالذيجسّدنزوعالإنساننحوالخلق،وعنهتطوّر الأدب " 11كماقدتعكسالأسطورةرغبةالمبدعاللاواعيةفيالتطهّروالتجدّدوالعودةإلىالبراءة والطفولة،أيرحلةاستكشافللذاتفيمنابعهاالأولىوماتختزنهمنطاقةفيالأعماق إضافةإلىتجسيدالتلاحمالموجودبينالباطنيوالخارجيفيالنفسالبشرية،أيمحو ثنائيةالظاهروالباطنممايخلقانسجامابينمكوّناتالوجود،حيثاتّجهالمسرح " إلى اتّخاذالأسطورة أداةللتعبير لإحداثتوازنمستمربينالعالمالقديموالجديد،للسّيطرة علىتلكالصورةالعريضةمنالعقموالفوضىالتيتكوّنتاريخناالمعاصر " 12 ،ومنهنا استعانةالمسرحالعربيبهاكانت " لتحميلعناصرهالدالةبهذهالطاقةالإيحائيةوالسّحرية الكامنة،بوصفهاطاقةخلّاقةقادرةعلىاستقطابالشعوروعلىتحريكمخزونالمعاني الذيسرعانمايربطالإنسانبوساطةحصيلةخبراتهالحاضرةبنظيرهافيالماضي" 13فالتوظيفكانهدفهإذنتجاوزقدرةاللغةالعاديةلتصبحأغنىوأكثف،والأسطورةحين تكونجزءامنالعملالأدبيالدرامي،فإنّها " تفتحالنصتزامنياعلىصعيدالعلاقات المشكّلةضمنبنيةالنصبينالمكوّنالأسطوريوالمكوّنالتجريبي،ثمّتوالديا،أيعلى صعيدالعلاقاتبينالنصالحاضربوصفهبنية،وتاريخالثقافةمنحيثتنبعالأسطورة فالشخصيةالأسطوريةشأنهافيذلكشأنالشخصياتالتراثيةأوالتاريخية،كلّها ديناميكياتلفتحالنص" 14 ،غيرأنالتوظيفالأسطوريوضرورتهلميحقّقالإجماعلدى كلالباحثين، " فقديبدوالأمرعاديابالنسبةللنصالغربيالذييبدوأنّهاستعادهويّته الأولى،حيثكانفيثوبالأسطورةالتيكانتنصّامطلقا،وكانتأدباوفلسفةوتاريخا ودينا،لكنالأمربالنسبةللنصالعربيغيرذلك،إنهيحاولأنيبنيلنفسههويةجديدة مغايرة،وبذلكأصبحسوءفهممقولةالتناصمعولهدملابناء " 15 .ولعلّهذاالرفضمردّهإلىالتوظيفالمفرطللأسطورةالمنتميةإلىتراثمغايرلا يتفاعلمعهالقارئولايتذوّقه،وعكسهذاالرأيأيضالهرواجعندجمهورالباحثين 8فالنزوعالأسطوري " شأنأشكالالتجريبالأخرى،ليسفعاليةإبداعيةمعلّقةفيالفراغ، بلاستجابةلضرورةتاريخية / ثقافية / فنّيةاستدعتها،وهيّأتلها،ثمأشاعتهافيمابعد مجموعةمنالمؤثّراتالتيكانتتضطرمفيالواقعالعربيمنذنهايةالقرنالتاسععشر، والتيماتزالتمارستأثيرهاالواضحفيالرّاهنمنهأيضا " 16 ،لكندورهالايمكنلأحد أنينكره،فالأساطيرمرايامكبّرة،وبرغمالتفسيراتالمختلفةفلايمكنالوصولمع الأسطورةإلىمعنىأخير،إنهاأسلوبمنالتفكيريتلاعببالواقعوالحقيقة،وإنهاسؤال يبقىبلاجوابمحدّد،تنتظردائماتساؤلاجديدايُلقيالضوءعلىأحدآفاقهاالمعتّمة خاصّةأنهاقادرةعلىتغطيةكلمساحةالنفسوكلالصراعاتالداخليةالتيتعتلجداخلها فاختزانالمسرحلروحالأسطورةمنشأنهأنيُسهمفيانفتاحالنصعلىآفاققرائية تناصّيةغيرمحدودة،وهذاالانفتاحيتمعبرالتوظيفالمباشرأومايسّمىبالنزوع الأسطوري،أي" استلهامالأسطورةأواستيحائهاعلىنحوكلّيأوجزئيظاهرأومضمر، أواستدعاءالرموزالأسطوريةأوبناءعوالمتخييل... تتّصلبأكثرمننسبمعماهو أسطوري..،والنتاجالمتعاملمعههوالذيتبدوالأسطورةمعهوعبرهمكوّناأساسيامن مكوّناتمتنالنصومبناه،أيالنصالذيتتماهىالأسطورةونسيجهالحكائي والجمالي" 17 لذلكنجدالنصالمسرحييوظفمسمياتأسطوريةمثلالعنقاءوالسندباد والغولوالقمروعشتاروإيزيسوالإلهرعوزيليسوميدوزاوأوديبوالتنينونرسيس وحيزيةكحكايةشعبيةوالأغانيالشعبيةالمشبعةبروحالأسطورةإضافةإلىاستحدثما يُسمىبالأسطورةالذاتيةفالملفوظالدارجفيأحايينكثيرةلايكونبريئابليختزنجملة منمؤشّراتالطقوسيةالماضويةفهي" تلكالحقائقالقاسيةفيالحياة،معروضةممثّلة، هيالإدراكالرمزيلتلكالحقائقومحاولةلخلقالانسجامفيمابينها،منخلالتلك الأساطيريتكوّنكيانناالمضطرب،ويلتئموجودناالمشعث،وبهذهالأساطيرينسجمالنشازفيالأشياء " 18 .المسرحكنوعأدبي : ) التناصالنوعي (العلاقةمعالنوعتدخلفيتصنيفجامعالنصحسبتعبيرجيرارجينات،والذيقام منخلالكتابه " طروس " بتعييننوعخاصمنالمتعالياتالنصيةوالذييعرّفهكمايلي : " يتعلّقالأمرهنابعلاقةغيرمعلنةتماما،والتيلاتعيّنهاسوىكلماتقصيرةمنالنص المصاحبمثل " شعر،مقالات .. الخفيعناوينتحتيةفرعيةترافقعنوانالكتاب
الأساسعلىالغلاف،فيانتماءواضح) لنموذجكتابيما(،وهيغيرمعلنةكمسكوتعنه لعدمالحاجةإلىالإعلانعنالبديهي،أومنجهةأخرىلتعيينانتماءماوتمييزهعن انتماءآخر" 19 ،وبالرغممنأنجينيتلميستفضفيتحديدههذا،كونالكتابمخصّص للتناصوالنصّيةالفرعية،ولكنتعريفهأثارالنقاشحولالعلاقةبينالنصوالنوعالأدبي9 الذيينتميإليه،فيحينأصبحتقضيةالنوعمثاراهتمامفيخضمالدراساتالأدبية 20 .فالمسرحيةكوجهكتابيمرقومتتجلىأنهاكذلكبسهولةبمجرّدتصفحالقارئلها،حين يلاحظالسيطرةالتامةللحوار،ولكنهيجدأحياناملفوظاتحتالعنوان : " مسرحية " وهذا تعيينوتثبيتلخصوصيةالنوع،ورغمأنالمسرحعنوانالتعرفعليهالأكبرهوالخشبة ) ونتحدثهناعنمتفرّج (،ولكنالمسرحيةأيضاقدتتواجدبيندفّتيكتاب .
فالشكلالأدبيهوالخبرةالاجتماعيةحينماتتّخذصورةمحدّدةفيالمجالالأدبي، لتتحوّلالأنواعالأدبيةإلىتقاليداستطيقية،أينتاجالعلاقةالجدليةبينالاجتماعي والجمالي،فكلمرحلةتاريخيةتجسّدعلاقتهاالجماليةبالعالمفيأنواعأدبيةبعينها،وقد أدّىضعفالاهتمامبنظريةالأنواعالأدبيةإلىتعثّرتطوّرالنظريةالعربيةالمعاصرة، لاسيمامعغيابالميثاقالنوعيبينالقارئوالنص،فتطوّرالنصلايمكنأنيحصلإلا وفققواعدخاصّةبالنوعالذييُكتبفينطاقه،وإلافإنهسيظل "مفتوحا " علىأيشيء بدونأنيتحدّدهذاالشيءالذيهوأصلاغيرمحدّد،ولقدأدّىهذاالوضعإلىتشابه النصوصفيالانفتاحعلىقواعدجديدةبدونأيمعيارأومقياسيمكنبواسطتهتمييز قواعدأوضوابطالكتابة،وظلّتالقراءاتالنقديةالمختلفةتراوحالمكوّناتنفسهاوقد صارتتستقطبالاهتمامعبرأفقتنظيريونقديجدلي،كمالاتخفىأهمّيةالأنواع الأدبيةكونأيكاتبوهوينطلقمنتصوّرعامللنصيكتببصورةأوبأخرىتحت نوعمحدّد،وعلىالدرسالأدبيأنيسعىإلىتحديد " نوعالنص " مهماحاولالكاتب اعتمادمبدأالنص " المفتوح " قاعدةلإبداعه،فرغمأنالإطارمسرحولكنقديأخذتواجد الشعرفيهمداه،وكذلكالحكي،وتوفّرالحبكةوالتشويقالذييكادأنيتوسّعبعض التوسيعليستغرقمكوّناتالعملالروائيويظهرذلكفيتتبّعالسماتالسرديةللمكتوب، فكيفنفسّرهذهالظاهرةفينمطالتقديمالمسرحيالمعاصر؟ إنالنوعحسبمايذهبإليهفرانسواراستيهومايربطنصّابخطاب 21 ،ولايدلّهذا سوىعلىأنالنصوهوينتمينوعامنجهةالخطابلايتقيّدمطلقابالقواعدالعامةللنوع كماهيفيالتقليدالأدبي،وهذابالضبطمكمنالانفتاحالذينتحدّثعنه،إنهيتحقّقداخل النوعومنخلالهأيضا،لذلككانمناللازمتدقيقالعلاقةعلىالمستوىالنظريوالعملي
بينالنصوالنوع،وعلاقتهماالقائم ةعلىالتحوّلوالتغيّر،وليسعلىالسكونوالثبات، ومعنىذلكبتعبيرآخر " أنّالكاتبوهوينتجنصّهينطلقمنصورةأوهيئةمحدّدةذات علاقةبالنوعأوبالنص،ولكنّهلايتقيّدبالأشكالوالصورالمتحقّقةقبلهبالكيفيةنفسها،إنه يتحرّرعلىطريقتهفيالإبداع،ولكنّهفيالوقتنفسهيمارسإنتاجهضمننوعمحدّد ولكنبحرّيةوانفتاح " 22 . 10وقدأشارتودوروفإلىأنمسألةالأنواع " منالمشاكلالأوليللبويطيقامنذالقديم حتىالآن،فتحديدالأنواعوتعدادهاورصدالعلائقالمشتركةبينهالميتوقّفعنفتحباب الجدال،وتعتبرهذهالمسألةحاليامتّصلةبشكلعامبالنّمذجةالبنيويةللخطابات،حيثلا يُعتبرالخطابالأدبيغيرحالةنوعية " 23 ،لذايُقرتودوروفأنالتأمّلاتحولالأنواع الأدبيةقدكثرت،فهيقديمةقدمنظريةالأدب،ومادامكتابأرسطوفيالشعريصف الخصائصالنوعيةللملحمةوالتراجيديا،فقدظهرتمنذذلكالوقتمؤلّفاتذاتطبيعة متنوّعةاحتذتحذوأرسطو،لكنهذاالنوعمنالدراساتلميحقّقتقاليدهالخاصةإلا ابتداءمنعصرالنهضةحيثتتابعتالكتاباتحولقواعدالتراجيدياوالكوميدياوالملحمة والروايةومختلفالأنواعالغنائية،وارتبطازدهارهذاالخطاببكلتأكيدببنيات ايديولوجيةسائدة،والأفكارالمتبنّاةعنالنوعالأدبيفيذلكالعصر،أعنيكونهقاعدة محدّدةلاينبغيخرقها،صحيحأنالأنواعالأدبيةكانتتنتميإلىالأدب ) شعر رواية مسرح،أوإلىالفنونالجميلة (،ولكنّهاكانتتُعتبروحدةمنمستوىأدنىتنتجعن تقطيعبإمكانناأننقاربهبموضوعاتنظريةالأدبالسابقة،ولكنّهامعذلكمتميّزةعنها، ففيحينأنّالرمزأوالتمثيلأوالأسلوبالمجازيهيخصائصمجرّدةللخطابالأدبي )حيثيكوناستيعابهانتيجةذلكأكبرمنالأدبوحده (،فإنّالأنواعالأدبيةكانتتنتجعن نوعيةأخرىمنالتحليل،إنهالأدبفيأجزائه 24 .فمثارالسؤالهنا : هليكونانتماءالنصإلىنوعماحائلادونالتناصمعهعبرنوع آخر؟،وهليعطيالتناصمعنوعأدبيآخرشعوراماباللاانتماء؟حيثأنالشعر ومونولوجيّتهتتعارضمعالبوليفانيةحسبالتعبيرالباختيني، ويلتقيهذاالتناولمعنداءرولانبارتبإلغاءالحدودالموجودةبينالأنواعالأدبية، وتعويضالنوعالأدبيأوالأثرالأدبيبالكتابةأوالنص،وبمأنّالنصيتحكّمفيهمبدأ التناصواستنساخالأقوالوإعادةالأفكاروتعدّدالمراجعالإحاليةالتيتعلنموتالمؤلّف، فلاداعيللحديثعنالنوعالأدبيونقائهوصفاته،مادامالنصجماعنصوصمتداخلة وخطاباتمتنوّعةومختلفةمنحيثالتجنيسوالتصنيف،ويعنيهذاأنالكتابةالأدبيةهي خلخلةلمعيارالتجنيسوترتيبالأنواعوتصنيفالأنماط،وفيهذايقولرولانبارت :"إنالنصلاينحصرفيالأدبالجيد،إنهلايدخلضمنتراتبولاحتىمجردتقسيم للأجناس،مايحددهعلىالعكسمنذلك،هوقدرتهعلىخلخلةالتصنيفاتالقديمة " 25 .ونلاحظأنالكتاباتالإبداعيةالمعاصرة فيالغربوالشرقمعا بدأتفيخلخلة النوعالأدبيوتحطيممعاييرهالنوعيةومقوّماتهالنمطيةفيإطارالحداثةوالتجريب،فنجد فيالعروضالمسرحيةغناءوإلقاءقصائدورقصالخ،بلإننانجدمقترحاتجديدةفي
كيفياتتقديمالمسرحكمااقترحهاعبدالقادرعلولةحينجددفيالشكلالمسرحيمستوحيا 11حلقاتالقوالأوالمداحفيتراثنا،وهذايقرّبالمسرحوجمهورهمنجمهورالشاعر القديمحينيتحلّقحولهالناسليسمعوهويصفقونلهويتفاعلونمعه ...فإذاجئناإلىمقاربةالمفهوم،فإننا " نعرّفالنوعالأدبيكتصنيفنصّيعبرمشترك وصفيحيثكلماانتمىإلىنوعأدبيما،يتوفرعلىنفسعلاقةالمشابهةمعالمجموعة التيانتمىإليها " 26 ،ولكنهذاالتعريفالبسيطينطويعلىأسئلةمثيرةلإشكالاتإجرائية عدّة،أوّلهاأنّمفهومالنوعمتحوّلوغيرقار،وهومنمفرزاتالتحوّلالثقافيوالمراحل التاريخيةحيثتزدهربهاأنواعأدبيةوتختفيأخرى،ولكنالإشكاليةالأهمأنتعييننوع النصالأدبيمتروكللقارئ،والذي انطلاقامنثقافتهالقرائية يتعرّفعليهبطريقةلا واعيةفيغالبالأحيان،أيأنهيُحلّالنصَّنوعهبتلقائيةالإدراكالأوّليكلّماأوغلفي قراءةنصّهدونالحاجةإلىتسميته،إذأنأفقانتظارقدتشكّلقبلاوفقماترسّخوترسّب فيذاكرتهعنشكلالنصوصوخصائصالنوع،ويستطيعالقارئأنيستدلبالنص المصاحبمنخلالالكلماتوالعباراتالمؤشّرةعلىالنوع : " شعر "، " رواية "، "مسرحيّة " .. الخ،ولكنهذهالعلاماتلاتتوفّردوما،وكذلكمجملالنصوصالوصفية )النقدية ( التيتصفالنصأوتتحدّثعنهوتحلّهمحلّهمننوعه،لكنفيغيابذلككلّه ليسللقارئسوىأنيضعمعلوماتهالجامعْنصّيةعلىالمحك 27 .يُعدالنوعالأدبيمبدأتنظيمياومعياراتصنيفياللنصوص،ومؤسّسةتنظيريةتسهرعلى ضبطالنصوتحديدمقوّماته،وتقعيدبنياتهالدلاليةوالفنّيةوالوظيفية،ونحنإذنعطيهذه التوضيحات،فقطلندلّلعلىالكيفيةالتيتمّعبرهاومنخلالها،أوعلىالأصحبتخطّيها التناص،،فهلشكّلهذاالتناص بغضالنظرعنالمحتوى نوعاجديدامفارقا
للمؤسساتالتصنيفيةالتيانطلقمنهامثلالشعروالروايةوالمسرحية؟أمأنالتناص النوعيلايختلفعنأيّتناصآخرضمنالنوعالواحد؟ " حيثتقومالحداثةباللعببين أوتارتناصّاتالنصوصوأجناسهاالأمرالذييخلقنسيجاكتابيايستعصيعلىالانتماء " 28 ،فدراسة " التناصوالحواريةفيعلاقتهمابتداخلالأنواعالأدبيةفيإطارجامع النص،أضحتتحتلّمركزالبحثفيطبيعةالنصوصالأدبية،ولقدلاحظناأنجميع الإتجاهاتالنقديةساهمتفيبلورةفهمالتداخلالنصّيفيالنصوصالأدبيةالمختلفة باعتبارأنّذلكيمثّلمظهرامنمظاهرتوليدالنصوصالجديدة،وفينفسالوقتعاملا منعواملالتدليل،معكلمايترتّبعنذلكمنتعدّديةالقراءات،وسيادةالتأويلبدل سيادةالفهم " 29 الأحاديالمحتكرللدلالة، فإذاكانتالمسرحيةعبارةعنعملأدبييتغياالحواركوسيلةتعبيريةأولى،يُقدّمعلى خشبةمسرحويحضرهجمهور ... وكلتناصمععملمسرحييمتحعادةجزئيةحوارية هذهالجزئيةالتيقدتجريمجرىالأمثالإذاقُدّرلهاالشهرة ) يعنيالتحولإلىنوعأدبي 12آخر ( وقدتصبحجزيئانصّيايدخلفيبناءرواياتوقصصكثيرأخرى،كمانجدفي المثالالتاليمنعبارة " الآخرونهمالجحيم " .
وعبارة " الآخرونهمالجحيم "منمسرحيةالأبوابالمقفلةHuis clos لجونبول سارتر،وتدورحوادثالمسرحيةفيالجحيم،أيأنأبطالهاينتمونلعالمالأموات،وهم ثلاثة : رجلوامرأتان،عبثايحاولونالافتراقوسيقيمونفيالجحيمإلىالأبد،يتحمّلون مسؤوليةهذاالوجودولومرغمين " 30 ،والمقطعالذيمنه " الآخرونهمالجحيم " يتواجد فينهايةالمسرحيةمنالمقطعالتالي : " غارسيان .. ... حسناأزفتالساعة،تمثال البرونزهنا،أنظرُإليهوأعلمأنيفيالجحيم،أقوللكأنكلشيءمُعدسلفا،لقدتوقّعوا وقوفيأمامهذهالمدخنة،ضاغطابيديعلىهذاالتمثال،وكلالأنظارمسلّطةعلي،كل
الأنظارالتيتأكلني ... ) يستديرفجأة ( هه،لستماسوىاثنتين؟ظننتأنّكماأكثرمنهذا بكثير ) يضحك (،إذاً،هناالجحيم،لمأكنلأومنبذلك .. .. هلتتذكّران : الكبريت، والحطب،والشباك ... آه،يالهامنمهزلة،لاحاجةللشباك،فالجحيمهوالآخرون " 31والعبارةتطرحإشكالياتالعلاقاتالإنسانيةالمعقّدةمنمنظورأنالجحيميمثّللحظة صراع،كماأنهاتحملمعنىالغلقوالحيّزالمحدودحيثيستحيلالهروبأوالتخلّصمن الآخرالإشكالي،فالجحيميكتسبماهيتهمنحتميةوجوده،والعلاقةمعالآخرأليمةلأن الذاتترىنفسهامنخلاله،أيصورةالأنامنخلالالآخرالذيهوالوسيطلتعرفالأنا أناهاكمايقربذلكسارترفيالكينونةوالعدم،فإذاكانحكمالقيمةمنالآخرينعلىالذات سلبي،فالنتيجةالموتالحي،والتخلّصمنالحالةيكونبممارسةالإنسانحرّيتهفيتغيير نمطالعلاقةوتحسينصورةالذات.جزئيةحواريةمنفصمةعنماقبلهاومابعدها،ولكنّهاأقربإلىالعبارةالمأثورة،حيثهيملخّصتجربةحياتيةمنطوقهاأنالآخرهوالجحيم،مقولةتلقىاستجابةمن كثيرينوتنطقبلسانحالهم،ولكنسارتراستخرجهامنمسارتحاوريوحدثيفي مسرحية،فكيفنقرأهذاالجلبالمقطوععنأصلهليستثمرفيسياقمغاير؟،فقدكانت نتاجحواروالذييتمثّلبأنّه " تبادلالكلامبيناثنينأوأكثر،أوأنّهنمطتواصلحيث يتبادلويتعاقبالأشخاصعلىالإرسالوالتلقّي " 32إذاكانالمسرحييشكّلمعانيهانطلاقامننصسابق،وإذعلمناأن " كلكاتبهو مجموعةكتّاب،ومجموعمايشكّلالأدبهيمجموعةالحلقاتالمتسلسةللأقوالالمعادة بكيفياتمختلفة " 33 نستنتجأنالمسرحيلميخرجعنوظيفتهكمبدعحتىولوانطلقمن عملقديم،لكنإذاكاناكتشافدلالةالنصالحاليمنالنصالسابقأمرامعتادقرائيا،ألا يقومالنصالقديم باعتبارهمادةخصبةتستقيمنهاالنصوصالحاليةمعانيها بإعادة 13الاعتبارإليهلإعادةقراءتهوإحيائهونفضالغبارعنهعبرإعادةكتابته،ولكنمنخلال
إمكاناتوسياقاتمهجورة،أيْإمكانيةتعبيريةكانت علىمستوىالحدث مجرّد إمكانيةتجاوزهاأوأغفلهاالنصالسابق،يحقّقهاالنصاللاحقمنخلالمسارمفارق،أو ملأالفراغاتودوائرالظل،فالمسرحيحينيستلهمالملاحممثلايقومبإعادةكتابةبعض فصولالأوديسةأوالإلياذةلهوميروسبتقنيةمايسمّىالنصالممكنle text possible34حينمايجعلعوليسيرتادعوالمهوفضاءاته،فيحوّرمنشخصيةالبطلإذلمنعلمعن عوليسأنهكانعاشقاللنساء،معجبابغيرزوجتهبينيلوب،ولكنهفيمتنالكثيرمن المسرحياتالمعاصرةيغريهجمالالنساءكونسحرهنمنسحرالمدينةوالمدنية المعاصرة،والمدحكلّهفيالنهايةموجّهللمكانأييعكسرؤيةمعاصرةوحضارية، والحصيلةأنالنصالذيبينأيدينامفارقلنصالأوديسة،ذلكالعملالفريدالغنيالمشع دائمابنصوصمستقبليةغيرنهائية،أينصوصكامنة،أونصوصأشباحtextes fantomes 35 ،فعوليسلاينتهيمنسردحكاياته،وارتيادجزرومدنجديدة " فالنص يتدفّقبالمعانيوالدلالاتالمتعدّدة،وقدتكونمتناقضةأحيانا،إنهمنتجبلاتوقّف،وخير دليلعلىذلكأنالنصلايتوقّفبموتصاحبهكمايرىجاكدريدا " 36 ،لأنالنص الممكنهوتنويعمتخيّلعلىالنصالسابق،حيثيكونمسارالسابقمجرّداختيارله بدائله،وقديظهرهذاجليافيالأعمالالسرديةوالدراميةالمسرحيةبأنتجنحالأحداثإلى مسارمخالفللنهاية،أوفيقناعاتالشخصياتوسلوكاتهم.
لكنهليكونكلتناصجديدمعأثرقديممعمخالفتهفيالطرحأوطريقةعرضه، "نصاشبحا " أو " نصاممكنا " ؟قدنقولنعم،ولكنأيضااستنباطفهمجديدلنصقديملم يدُربخلدالسّابقينيمكنأننسمّيه " نصّاممكنا " وذلكبإعادةالكتابة،إنهاشعريةالتناص الممكن،وهذاسراستمرارجماليةالأدبحتىولودارالمعنىفيفلكواحد،وذلك بالاعتمادعلىثلاثةمنطلقات : الفراغ ) le manque ( والتجليةla mise en relief ، والكمونle potenciel37 ،فالفراغهوالعوالمالتيتركهاالنصالسابقدوناستيفائها،أي الفجواتالنصّيةوالتيهيغيرهاتلكالتييتركهاالكاتبللقارئليكملنقصهاعلى
مستوىالقراءة )وفقنظريةالتلقي(،إنمانعنيبهاالمساراتالتيكانيمكنأنيتشكّلوفقهاالعملالأدبيولميفعل،وقامبشكلمغاير،أماالتجليةفهيابرازوإظهارلأولويةالمكتوبالحالي،وهوإذاشئناالتبئيرعلىماهوأساسفيالملفوظبحيثيضحىهو بدورهقابلاللتناصمعهآجلا،وأماالكمون،فهوالمعنىأومجموعةالمعانيالتيتفرّعت، أويمكنأنتتفرّععنالنصالسابق،فإذاكانترحلةأوليسفيالبحرفقط،فإنالمسرح المعاصرينزلهإلىالبرليعيشبهبرهة،فهذاتفريععنالمسارالأولللعملالمتناصمعه، إذلايخرجأوليسعنمنطقالترحال،لكنالوجهةهيالتيتغيّرت .. فلمتعدبحراولا
14جُزُراولكنبرا،وهذاالإستدراجللمسارلايفرغالكمونمنحمولته،إذيمكناستنباطما يخالفهدوماوبلانهاية،وعوليسحينمايُستدعىفلكييقدّمشهادةمعاصرة،لذلكالتجلية تتجسّدفيالوصفالمفصّلمنحيثهواستغراقلجمالياتالمكانوخصائصهويّتهبنوع منالإطناب،وهذاامتلاكللملحمةيخرجهامنبعدهاالإغريقيالوثني .
كماأنالكثيرمنالأعمالالمسرحية إذاأخذناالأوديسةكمثاليتناصمعهالمسرحتقومبتفعيلشخصياتأخرىوفقمسارهالحكائيالدراميالخاصبهاوهنايأتيدور التجليةالثانيةفياستغلالكمونالملحمةكنصمعطاء،ليخاطببينيلوبويخرجهامن إطارالشخصيةالمنسية،يخاطبهاليخلقحوارالتفعيلها،فهيليستمجرّدمتلقيللأحداث، بلمحرّكةلهاولوبرسمحتميةمسارها،هذهالحتميةالمتجسّدةفيرجوععوليس .
₌ ففاعليةالتناصلاتكمنفيمدىخطّي ) سببنتيجة،أينصسابق ← نصلاحق نتيجة (،فالنصالجديدكانموجوداوجوداكامنافيالنصالسابق،فقطسُلّطعليهالضوء وأُخرجمنالعتمة،كانصامتافظهرمقاله،تفاعليةالنصوصحقيقةنصّيةواقعة،وتفسير النصخارجهذاالإطاريسفّبهويُفقره،ويخرجهعنعمقموقعه،فيجبأننقرأبعيون القارئاللازمني،اللاتاريخيuchronique وتتحوّلالدراسةالتناصيةإلىدراسةتعلو علىالزمانanachronique 38 ،فالتأويلالتناصييمرعبرنقلمساراتهمننهر الزمنإلىالحيّز،بعبارةأخرىكلالكتب بغضالنظرعنالزمنالذيأُنتجتفيه
تدخلفيمخاضتفاعلي،فالحيّزl’espace يسمحبتعدّدالمداراتوالمساراتعكس الزمنالذييتّجهوجهةواحدة : ماضي← حاضر ← مستقبل 39 وينتجدلالةواحدة، فبواسطةمنطقالتناصننتقلمعالكاتبالمسرحيمنعالمالواقعإلىعالمالنص،حيث يبعدناعنصورةنعرفهاإلىصورةمتعاليةمتخيّلة،فالأدبليستراكمالأعمالمنفصلة عنبعضهاالبعضوكأنهامنخلقأصحابهافقط،ولكنمنجزاتأدبيةتأخذبأيديبعضها البعضلتُكوّنمكتبةكبرىلازالتتكتبنفسهاإلىمالانهاية،فلأجلفهمنصمالا نصعدنهرالزمن،لكننتجوّلعبركلالإتّجاهاتفيمكتبةبابل 40 .151 ليوأتلاورعشلا . يلوهسموبزيزعلادبع . قرشلاايقيرفأ . ءاضيبلارادلا . ط1 . 1991 . ص57 .2 . 1911 . ص11 . موسوعةالفولكلوروالأساطير . عبدالحكيمشوقي . دارالعودة . بيروت . ط1
3 . 1997 . ص75 . المؤثّراتالأجنبيةفيالشعرالعربيالمعاصر . جبراإبراهيمجبرا . المؤسّسةالعربيةللدراساتوالنشر . ط1
4 تخصيبالنص. 1222 . ص19 . محمدالجزائري . منشوراتأمانةعمان . الأردن. ط1
5 . توظيفالعنصرالأسطوريفيالروايةالمصريةالمعاصرة . وليدمنير . فصول .عدد1 . مج1 . القاهرة . 1911 . ص11
6 . 1991 . ص19 . الأسطورةفيالشعرالعربيالحديث . أنسداود . دارالمعارفالقاهرة . ط1
7 . الأسطورةالإغريقيةوالمسرح . يونسلوليدي . مجلةعالمالفكر . مجلد19 . عدد7 . أفريل جوان1221 . ص172
8 كتابالمتاهاتوالتلاشي فيالنقدوالشعر . محمدلطفياليوسفي . دارسراسللنشر . تونس . 1991 .ص152
9 كتابالمتاهاتوالتلاشي فيالنقدوالشعر . محمدلطفياليوسفي. دارسراسللنشر. تونس . 1991 ص155
10 . النزوعالأسطوريفيالروايةالعربيةالمعاصرة . نضالصالح . منشوراتاتحادالكتابالعرب . دمشق . 1221 . ص11
11 . الأنثروبولوجيةالبنيوية . كلودليفيشتراوس . ترجمةمصطفىصالح . وزارةالثقافة . دمشق . 1955 . ص117
12 . البطلفيالأدبوالأساطير . شكريعياد . دارالمعرفة . 1951 . ص127
13 . توظيفالعنصرالأسطوري . وليدمنير . ص11
14 . الحداثة اللغة النص . كمالأبوديب ) مقال ( فصولم7 . ع1 . ماي1917 . ص71
15 . عولمةالتناصونصالهوية . آمنةبلعلى . مجلةالخطاب . جامعةتيزيوزو . الجزائر . عددماي1222 ص17
16 . النزوعالأسطوريفيالروايةالعربيةالمعاصرة . ص71
17 . النزوعالأسطوريفيالروايةالعربيةالمعاصرة . ص5
18 . الأسطورة . أحمدزيادمحبك . المجلةالثقافية . عدد11 . كانونالثاني . 1997 ص91
19 palimpsestes . G . Genette. Seuil. 1982 . p 12 .
20 Initiation à l’intertxtualité . Anne Claire Gignoux . ed ellipses . France. 2005 . p 91 .
21 Sens et textualité . F . Rastier . Hachette .Paris . 1989 . p 40 . .
22 الروايةالتاريخيةوقضاياالنوعالأدبي . سعيديقطين .مجلةنزوى . عدد77 . جويلية1229 . مسقط . عمان . ) صفحةإلكترونية (
23 Dictionnaire e des sciences du langage Oswald Ducrot . Todorov . Seuil .Paris . 1979 . p 193
24 . الشعرية. تزفيتانتودوروف . ترجمةشكريالمبخوتورجاءبنسلامة . دارتوبقال . المغرب . 1915 .. ص1
25 . 1912 . ص21 . درسالسيميولوجيا . رولانبارت . ترجمةعبدالسلامبنعبدالعالي . دارتوبقال . الدارالبيضاء . ط1
26 Que ce qu’un genre littéraire ? . Jean – Marie Schaeffer . paris . Seuil . 1989 . p 8
27 initiation à l’intertextualité . p 91 . 91
28 Les genres littéraires . Dominique Combe . Hachette. Paris . 1992 . p 150 .
16__. يناديمحلاديمح . يبرعلايفاقثلازكرملا . ءاضيبلارادلا . برغملا . ط1 . 1221 . ص72 .
30 . الأبوابالمقفلة . جونبولسارتر . . ترجمةهاشمالحسيني . منشوراتدارمكتبةالحياة . بيروت . . دت . ص11
31 . الأبوابالمقفلة . ص95
32 . 1911 . ص92 . معجمالمصطلحاتالأدبيةالمعاصرة . سعيدعلّوش . دارالكتابالعربي . بيروت . ط1
33 Voleurs de mots Michel Schneider . Gallimard . France . 1985 p 58
34 . l’intertextualité . textes choisis et présentés par : Sophie Rabau . Gf flammarion. France.2002 . p40 . 41
35 l’intertextualité : Sophie Rabau p 40 . 41 .
36 . 1992 . ص117 . معرفةالآخر مدخلإلىالمناهجالنقديةالحديثة . سعيدالغانمي . المركزالثقافيالعربي . الدارالبيضاء . ط1
37 l’intertextualité . Sophie Rabau . p 72. 71
38 l’intertextualité – mémoire de la littérature - . Tiphaine Samoyault . ed Armand colin. 2010 p 71
39 l’intertextualité . Sophie Rabau . p 71
40 l’intertextualité . Sophie Raba